آخر الأحداث والمستجدات
الحاجب و متاهة الأبطال
ظروف عدة تتشابك لتفرخ أية ظاهرة، و أياد عدة تساهم في تخصيب التربة لتكون الثمار اشد وقعا على البيئة و المجتمع، ففي ظل الأزمة الاقتصادية و مخلفاتها على مدينة صغيرة كمدينة الحاجب لابد أن تعيد الطفو إلى السطح عدة ظواهر حوربت بشراسة من قبل نزهاء المجتمع،و لا ينكر احد ما أصبحت تعرفه المدينة من تزايد لحالات العنف بالسلاح الأبيض و ما شابه.
مدينة الحاجب قد نسميها مدينة "الدراويش" نعم فساحقيه سكانها من الفقراء،ناس بسطاء يعانون الأمرين مع تكاليف العيش و الحاجة،انعدام شبه تام لفرص الشغل، لتبقى اوراش البناء أو أشغال الحقول الموسمية هي المتنفس الوحيد الذي يعرف بعض الرواج في فترات، وفراغ يطوق جل الشباب في غياب أنشطة فعالة ،ونحن نعاين حصيلة المدينة في المجالات الرياضية و الثقافية نلاحظ تقهقر بين غياب تام للفرق المسرحية و الإرادات التاطيرية ،هيمنة جد واضحة لبعض النخب الآكلة المتآكلة، والتي فرعت جذورها في العمل الجمعوي و لم ترحم حتى جمعيات آباء و أولياء التلاميذ، فقد عششت في كل القطاعات ،قوت عضد المحسوبية كما قوت مقاومتها الذاتية و شكلت لوبي متعدد الأطياف، فلكل مجرة حماتها، كخلية نحل تنتج قطرانا تستفيد وحدها من "عسله "ب بالرغم من انه في مقدورها أن تنتج عسلا يستفيد منه الجميع .
بديهي أن يكون الفراغ مسئولا عن تنامي ظاهرة العنف بالمدينة، وطبيعي أن ينتشر بين شباب اقرب لليأس من الحياة و أطفال تحاصر حتى أحلامهم الطفولية، شريحة تستباح وتستعمل كماكياج للمناسبات أو من اجل عيون عسل مرصود خلف لعبة الأرقام التحويلية صفقنا لما أصبحنا نشاهد حشود من الأطفال وهم يلبسون حلل رياضية جادت بها قريحة المبادرة . مفرح كان افتخارهم ومشع تقوى فيهم الحلم ليعودوا إلى اليأس المبين بعدما نضبت "الإرادات الحسنة" و شح الأمل .
محاصرة حتى طفولتهم تحت وابل التجييش الانتخابي وحمى ترسيخ التبعية، و التي تستعمل فيه كل المناورات من اجل كسب اكبر عدد من المدينين بالجميل كمثال تدخلات راميد و ما شابه . نعم فما كان رد فعل نواب السكان و نواب آباء و أولياء التلاميذ من كل هذا التحول التي تعرفه شريحة الشباب و الطفولة، مؤلم حقا أن تجد محل شيشة يستقبل مراهقين من كلا الجنسين بمحاذاة مؤسسات تعليمية و قاصرات في مخالب مافيات يغررن بهن بشتى الوسائل ليلقى بهم في بئر الدعارة المبكرة. من غير الحديث عن ترويج حبوب الهلوسة و التستر عنها، نعم ففي سوق التعداد حتى الجريمة تصبح مساهم رسمي في التقوية بالتدخلات "السحروهاتفية " و تصبح لغة ناصرني لأنهبك و افعل ما شئت .
الساكنة تبحث عن التمدن في المدينة، تبحث عن صباياها ،عن طفولة يقارعها الصدأ و الفراغ، عن شباب استسلموا لواقع فرخته إرادات بعيدة كل البعد عن خطب هوجاء قدست المدينة في يوم ما، فهل حقا سيفقهون يوما فداحة ما يقترفون من تجاوزات ؟ أليس حريا بممثلينا أن يطالبوا بمحاسبة ناهبي المال العام و الملفات العالقة ؟ مثال القاعة المغطاة . كيف و صدى المطالبة قد يعود إليهم ؟؟؟
ففي المجتمعات المتمدنة ينسحب الشخص بمجرد فشله في مهامه، و الحمد لله فعندنا في المدينة من عمر طويلا بمراكز القرار و لم ينجح سوى في فشله، لعب في كل الجهات من حارس مرمى إلى قلب الوسط و الدفاع ،و لا زال يمرر الكرات التي تحرج التنمية و مدنيتنا الهشة .
الكاتب : | عبد العالي دهشور |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2014-02-08 18:35:39 |